كان مساء أربعاء عاديًا، وكالعادة، ركنتُ سيارتي في مرآب مبنى المكاتب تحت الأرض. عندما أغلقتُ الأبواب، التقطت المرآة الجانبية آخر وهج لغروب الشمس، تلألأت حوافها الذهبية بخفة. من كان ليتخيل أنه بعد ساعات قليلة فقط، ستختفي هذه السيارة الرياضية الفضية - رفيقتي الأمينة لخمس سنوات - في بحر السيارات الشاسع واللامبالي؟
في تلك الليلة، في تمام الساعة الثانية صباحًا، استيقظتُ فجأةً على صوت تنبيه اهتزاز هاتفي. إشعار التطبيق الغريب والعاجل - تنبيه حركة غير طبيعية - جعل قلبي ينبض بقوة. على الشاشة، تسارعت النقطة الزرقاء التي كانت ثابتة طوال اليوم فجأةً، مسرعةً على طول الطريق الدائري بسرعة مذهلة بلغت 120 كيلومترًا في الساعة. ارتجفت بشرتي على الفور بسبب العرق البارد بينما التصقت بيجامتي. أمسكت بمفاتيحي واندفعتُ خارج الباب في اندفاعة عمياء، ثم تجمدتُ للحظة. فجأةً، لمعت في ذهني صورة صندوق أسود بسيط مُخبأ تحت لوحة القيادة في غرفة المصعد - جهاز تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) طراز S20 Pro الذي ركّبته قبل ثلاثة أشهر فقط.
دون تردد، اتصلتُ بالشرطة. في غرفة مراقبة الأمن، ضخّم الضباط إشارة الجهاز الصغير، فانفجرت الشاشة بنقاط متلألئة - يراعات صغيرة تائهة في شبكة طرق المدينة الشبيهة بالأوعية الدموية. تتبعنا المسارات الوامضة، متجاوزين الإشارات الحمراء عند ثلاثة تقاطعات مزدحمة، وخريطة الوقت الفعلي تُحدّث بانتظام. في كل ثانية، أصبح جهاز تحديد المواقع الصغير بمثابة مرساة تربطني بسيارتي المفقودة. عندما وصلنا أخيرًا إلى ساحة خردة على أطراف المدينة، كانت مصابيح السيارة الرياضية لا تزال تُنير الظلام. كشفت الحرارة المتبقية من غطاء المحرك عن مسار المطاردة المفعمة بالإثارة، بينما استمر الصندوق الأسود المختبئ بين طبقات المقاعد بإرسال إشارات بهدوء، خفيةً ولكنها حاضرة دائمًا.
أعادت تلك التجربة المروعة صياغة فهمي لهذا الجهاز الصغير. لم يعد مجرد جهاز مضاد للسرقة؛ بل أصبح بمثابة نبضة قلب ثانية للسيارة. عندما كنت مسافرًا في رحلات عمل، كنت أستطيع التحقق من ركن سيارتي في المكان المخصص عبر هاتفي. وإذا أعرتها لصديق في حالة طوارئ، لم أعد أقلق بشأن السلامة. في ليلة ماطرة، حذّرني تنبيه الاهتزاز فورًا من أن أغصانًا قد خدشت طلاء السيارة. تحولت هذه التذكيرات اليومية الصغيرة ظاهريًا تدريجيًا إلى شبكة أمان خفية - حارس صامت يراقب سيارتي ويحميني.
أكثر ما أثّر فيّ كان ليلة هادئة بعد يوم طويل وشاق. فتحت تطبيق نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ورأيت سيارتي تستقر بسلام في مكان ركنها المعتاد، ونقطة خضراء ثابتة تومض بخفة على الشاشة. في تلك اللحظة، شعرتُ فجأةً بدفءٍ وحنانٍ يغمران امتداد المدينة البارد والفولاذي. وسط شقوق الخرسانة والفولاذ، يتجلى حضورٌ صغيرٌ لا يتزعزع - حاميٌّ صامتٌ يحرس الرابطة بيننا وبين سياراتنا. الآن، في كل مرةٍ أقفل فيها الأبواب، أربتُ غريزيًا على السطح المعدني، في لفتةٍ صغيرةٍ تُطمئنُ صديقي القديم، وتُشيدُ بالحارس الخفي الذي يعمل بلا كللٍ في الخفاء.
- بقلم TrackerOne
كيف ساعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مالك سيارة في استعادة سيارته المسروقة وضمان سلامته
- بقلم TrackerOne
يشارك:
كيف تعمل تقنية تحديد المواقع ثنائية الوضع BeiDou+GPS على تحسين دقة تتبع المركبات؟